Dr. Ahmed El Naqeeb Pasha
" يَا بَخْتْ مَنْ كَانَ النَّقِيبْ خَالُهُ "
هو سرد وثائقي تاريخي يروي نبذه مختصره عن قصة حياة الدكتور أحمد النقيب باشا، مؤسس مستشفى الملك فؤاد الأول بالإسكندرية، المعروفة حالياً بمستشفى المواساة.
سنستعرض خمس مراحل رئيسية في حياة هذا الرجل الذي ترك بصمة لا تمحى في تاريخ الإسكندرية:
- ولد الدكتور أحمد النقيب باشا في يناير 1895، ونشأ في بيئة تقدر العلم والمعرفة. في 10 يناير 1919، تخرج من كلية الطب، مسجلاً بداية رحلة مهنية مميزة.
- في عام 1927، قدم الدكتور أحمد باشا النقيب فكرة إنشاء مستشفى يخدم المصريين والأجانب على حد سواء، ويكون على أعلى مستوى من الكفاءة الطبية. بعد موافقة مجلس إدارة الجمعية، سافر الدكتور النقيب إلى ألمانيا، إيطاليا، وإنجلترا لاختيار النموذج الأمثل للمستشفى. استقر رأيه على مستشفى مارتن لوثر بألمانيا، وتم تكليف المهندس الألماني أرنست كوب بتنفيذ المشروع في الإسكندرية بتكلفة 250 ألف جنيه مصري.
- لا يمكننا تجاهل اسم فهمي بك عبد المجيد، رئيس جمعية المواساة الخيرية، الذي كان المحرك الرئيسي وراء مشروع إنشاء المستشفى. وقام بجمع الأموال اللازمة من أثرياء البلد بعد أن لم تكفِ أموال الجمعية والتبرعات لإكمال المبنى. واعتذر عن حضور حفل الافتتاح لأنه لم يُذكر اسمه على لوحة الافتتاح الرخامية.
وبالمناسبة "فهمي بك عبد المجيد " هو صاحب التمثال الموجود الآن أمام المدخل الرئيسي لمستشفي المواساة بشرق الإسكندرية.
- في عام 1935، اكتمل بناء المستشفى تحت اسم مستشفى المواساة الخيري. والملك فاروق افتتح المستشفى رسمياً في نوفمبر 1936، بحضور شخصيات بارزة مثل علي باشا ماهر، والدكتور أحمد النقيب، والملك عبد العزيز آل سعود.
- لم يكن احمد النقيب باشا هو الطبيب الملكي الخاص للملك فاروق وأسرته والذي وُلد على يديه الملك أحمد فؤاد الثاني ابن الملك فاروق وآخر ملوك مصر.
وانما ايضا هو والد الدكتور ادهم النقيب الزوج الثاني للملكة ناريمان ملكة مصر الاخيرة .بعد انفصالها عن الملك فاروق.
- في 23 يوليو 1952، أعلنت حركة الضباط الأحرار الإطاحة بالملك فاروق. وفي أوائل سبتمبر 1953، شكلت المحكمة لمحاكمة رموز الفساد من النظام الملكي، بمن فيهم الدكتور أحمد النقيب. ترأس المحكمة عبد اللطيف البغدادي، وشارك في عضويتها حسن إبراهيم وأنور السادات.
- أُتهم الدكتور أحمد النقيب بإقامة بيت مخالف للآداب العامة في مستشفى المواساة، وجلب ممرضات من فرنسا وإيطاليا لقضاء ليالٍ حمراء مع الملك فاروق. حكمت عليه محكمة الثورة بالأشغال الشاقة المؤبدة، ومات في سجنه.
لذلك " يَا بَخْتْ مَنْ كَانَ النَّقِيبْ خَالُهُ " ليس فقط مثل شعبي يتردد على ألسنة الناس: نسبة إلى علاقات ومعارف الدكتور أحمد النقيب وانما قصة حقيقية لطبيب ذاع صيته، وضرب به المثل في العلاقات والمعارف إلى يومنا هذا. وهذه القصة ليست مجرد توثيق وسرد لتاريخ رجل، بل هي محاولة استكشاف لحقبة زمنية شكلت معالم مدينة الإسكندرية، وتركت أثراً لا يُمحى في تاريخ مصر.